أثر الکنيسة فى أدب جبـران

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

              إذا ذکر جبران خليل جبران فأول ما يتبادر إلى الأذهان تلک المجموعة الأدبية التى شدت الرحال إلى الولايات المتحدة الأمريکية حيث صاحبها أدبها شعراً ونثراً، وقد قدر الله لهذا الأدب أن ينمو فى تلک البقاع التى وجدت فيها هذه المجموعة مستقرّاً ومقاماً .. على الرغم من حياة الغربة والبعد عن الأوطان الأصلية التى کثيراً ما يحن إليها هؤلاء الأدباء الذين طالت غربتهم وإقامتهم بعيداً عن أوطانهم، حتى اشتهروا بشعراء المهجر سواء فى أمريکا الشمالية أو أمريکا الجنوبية.
        وکان من أبرز هؤلاء الشعراء والأدباء، جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، وليم کاتسفليس، ندرة حداد، إيليا أبو ماضى، وديع باحوط، رشيد أيوب، إلياس عطا الله، عبد المسيح حداد، نسبيب عريضة وأحمد زکى أبو شادى ...
        ومن هؤلاء تأسست [الرابطة القلمية]، وکان ذلک فى 28 نيسان عام 1920م، أى فى بداية القرن العشرين.
        وکان أغلب هؤلاء المهاجرين من سوريا ولبنان، وهم من الشعراء والأدباء والکتَّاب، أو ممن تفتحت مواهبهم فى المهجر بحکم الغربة التى أشرنا إليها آنفاً. وسواء کانت هجرتهم إلى الشمال أو الجنوب، فإن الأديب من ديدنه وطبعه أنه لا يتخلى عن أدبه وفنه أينما کان.
        وهکذا نجد أن ثمة أدباً نما فى بيئة غير عربية ومصدره عربى، وإن کان هذا الأدب نشأ بعيداً عن الساحة العربية. ومن ثم غلبت عليه التسمية بـ "الأدب المهجرى". وهذا ما أشار إليه الدکتور محمد عبد المنعم خفاجى حين قال: «وهذا الأدب العربى الذى کتب فى المهجر هو الذى سُمّى [الأدب المهجرى] والذى صار مدرسة ضخمة من مدارس الأدب العربى المعاصرة»([i]).



([i]) محمد عبد المنعم خفاجى (د): قصة الأدب المهجرى، دار الکتاب اللبنانى، بيروت، الطبعة الثالثة 1980م. ص 72.